كلية الطب البيطري

احد اساتذة كلية الطب البيطري بجامعة القاسم الخضراء يكتب مقاله حول (كورونيات: الواقع المناعي لكوفيد -19 )

504 مشاهدة

6/21/2020

كلية الطب البيطري

كتب الاستاذ الدكتور صلاح مهدي حسن استاذ امراض الدواجن في كلية الطب البيطري بجامعتنا مقالة عن كورونيات: الواقع المناعي لكوفيد -19 حيث تلخصت في انه لاتزال الصورة غير واضحة وغير مؤكدة كثيرا" حول نوعية وعمل المناعة ضد كوفيد-19. وبينما أصبحنا نقترب من اللقاح و التعلق في الأمنيات على مايطلق عليه مناعة القطيع كمقياس للسماح للعودة الآمنة للفعاليات المجتمعية مرة أخرى ، وبالتالي فأن الشكوك حول المناعة والحصانة ضد جائحة كوفيد-19 تبقى من القضايا الملحة جدا".1- ماهو مقدار الحصانة والمناعة التي نبحث عنها؟ يبدو أن حديث الناس العام عن المناعة المقصود منها مدى المناعة التي تحميهم من خطر الأصابة بالمرض. وبالنسبة للعديد من الأمراض المعدية ، المناعة ليست بنظام ثنائي ، مناعي و غير مناعي ، الا أنه في بعض الأحيان يكون تدريجي . لقد أشار عالم الفايروسات Robert Garry من جامعة Tulane University ، بأن لقاح الأنفلونزا ، على سبيل المثال ، لايحفز حماية مطلقة ضد الأنفلونزا، الا أن اللقاح تم تصنيعه لمنع حدوث عدوى واسعة وشديدة ، والحفاظ على الواقع الصحي من السقوط في الهاوية. وعندما نتحدث عن الحصانة ضد كوفيد-19 ، فأننا نشير بالغالب الى أنتاج الأجسام المضادة من قبل الجهاز المناعي للفرد المصاب ، والتي هي أيضا" معلومة غير كاملة الدقة . فقد أشارت أحدى الدراسات الحديثة ، وقد نشرت في شهر حزيران الحالي على النت بصيغة ورقة ماقبل النشر preprint ، التي عملت على قياس الأجسام المضادة في مرضى كوفيد -19 في لندن ، فقد أظهرت النتائج أن 2 – 8.5 % من المرضى لم يتم العثور على أجسام مضادة لفايروس كورونا المستجد في أجسامهم . وبالتالي فأن هذا النوع من المرضى والذين قاوموا المرض ( وهم بطبيعة الحال الأصغر سنا" ) يبدوا أنهم حاربوا العدوى من خلال الذراع الأخرى للمناعة المكتسبة ونقصد بها المناعة الخلوية ، حيث أن الفايروس المسبب يحسس الخلايا اللمفاوية T والسايتوكينات والتي تشترك بالعمل على قتل الفايروس بشكل مباشر وليس من خلال الأجسام المضادة التي تعادل الفايروس وتثبط فاعليته.2- الى متى تستمر المناعة ضد كوفيد -19 بعد الأصابة ؟ من الحقائق العلمية الثابتة والمعروفة أن المناعة ضد الأمراض المعدية تكون مرتبطة بقوة ومتانة الأستجابة المناعية أثناء العدوى . وبالتالي فأن الأصابات شديدة الضراوة والمسببة لأعراض مرضية شديدة لابد وأن تؤدي الى أستجابة مناعية قوية وطويلة الأمد بعد الأصابة. ولذلك ومن جهة أخرى ، فأن من المرجح بأن حالات الأصابات بأعراض مرضية خفيفة أو الأصابات التي بدون أعراض مرضية تؤدي الى مستويات واطئة من الأجسام المضادة ، وكالتي تم العثور عليها في مرضى كوفيد-19 من خلال دراسة جديدة نشرت يوم الخميس الماضي 18 / 6 / 2020 في مجلة Nature Medicine . شملت هذه الدراسة على مجموعة صغيرة من مرضى كوفيد-19 بدون أعراض مرضية asymptomatic ، وأشارت النتائج الى ظهور مستويات منخفضة من الأجسام المضادة لفايروس كورونا المستجد. وظاهريا ، قد تشير هذه الدراسة بأن هؤلاء المرضى يبدوا بأنهم غير محصنين من خطر الجائحة رغم أصابتهم بها ، الا أن الباحثة Sara Fortune من هارفرد Harvard T.H. Chan School of Public Health ، أشارت بأنه لا يمكن أستخلاص مثل هكذا أستنتاجات في الوقت الحاضر ، علما" بأن الدراسة الحديثة في Nature قد أقترحت أن المستويات الواطئة للأجسام المضادة ستظل تحمي أولئك المصابين من خطر الأصابة لاحقا". ولازال الأمر غير واضح تماما" حول كيفية أختلاف المناعة في الحالات التي لا تصاحبها أعراض مرضية عن تلك الأصابات المصاحبة للأعراض المرضية ، مع الأشارة المهمة جدا" بأن الأصابات المرضية بدون أعراض مرضية لايتم أختبارها وتحديدها ، فضلا عن عدم وجود تعريف عالمي لما يبدو أنه مقنع بوصف الحالة المرضية التي بدون أعراض ، وبالتالي هل يمن القبول فقط هو الغياب التام للأعراض المرضية ؟؟؟؟. أشار الباحث Robert Cairns وهو عميد كلية الطب في جامعة Drexel University s ، بأن أبحاثا" أخرى أثبتت أن مرضى كوفيد-19 الذين يعانون من الألتهابات ، يعملون على توليد أستجابة مناعية أكثر تحسسية وأكثر فاعلية . أن جميع هذه الأدلة المتزايدة الظهور يبدو أنها تشير الى الدور الأهم الذي تضطلع به الأستجابة المناعية الخلوية في مقاومة فايروس كوفيد-19 .